فى علوم الفلسفة ، يدرس المتعلم أن من خصائص الموقف الفلسفى : الدهشة .و يمكن بمعنى اخر ان نقول أن الفلاسفة هو الأشخاص الذين فشلوا فى رؤية الاشياء و الاحداث برؤية عادية ، لكنهم أولئك الاشخاص المندهشون .فالفلاسفة كالاطفال الذين يرون كل شىء فى العالم للمرة الاولى فيندهشون لة ، و يتحمسون لة و يفكرون فية ، و الدهشة هى المقدم لكل شىء عظيم .الامثلة التالية لتوضيح أن الدهشة هى مقدمة لكل شيء.
لا يمكن ان يحب ولد بنت او العكس ، الا اذا بدا ذلك بدهشة ( او الذى يمكن ان نطلق علية الاعجاب ) ، فالمحبوب لو كان نمطيا لن يُحب ، فيجب ان يتوافر فى المحبوب شىء ما يؤدى الى الدهشة ( الاعجاب ) .
نيوتين …كيف اكتشف الجاذبية دون اندهاش ، فكل الناس فى زمن نيوتن كانت ترى ان سقوط التفاح من الشجر امر اعتيادى ، و لكنة هو الوحيد الذى اندهش ، و ذلك دفعة لان يفكر و يكتشف قانون الجاذبية ، فدهشتة كانت مقدمة لاكتشاف عظيم ، و كذلك الامر مع ارشميدس صاحب قانون الطفو ( و الذى يقال أنة خرج يجرى فى الشوارع عاريا بعد أن اندهش من ازاحة الماء ، و كان ذلك مقدمة اكتشافة .
كيف تبدأ الفلسفة بالدهشة ؟
لكى تتفكر فى شىء ما يجب أن يثير انتباهك اولا ( يثير دهشتك ) ليدفعك الى التفكر ، و الفلسفة هى الفهم العميق للعالم الذى نعيش فية ،و كل موضوع لن يثير انتباهنا الا اذا اثار دهشتنا ، و الفلسفة هى الفهم العميق للعالم الذى نعيش فية ،و لذلك لكى يفهم الفيلسوف العالم و يتفكر فى الكون يجب ابتدأ أن يندهش ( يستغرب أو يرى الامور بمنظور غير اعتيادى ، و فى هذا المعنى قال ابن الشبل البغدادى الابيات التالية :
بربك أيها الفلك المدار … أقصد ذا المسير أم اضطرار
مدارك قل لنا في أي شيء … ففي أفهامنا منك ابتهار
وفيك نرى الفضاء وهل فضاء … سوى هذا الفضاء به تدار
وعندك ترفع الأرواح أم هل … مع الأجساد يدركها البوار.
ان الشاعر يتفكر ، يندهش ، يتسأل …و هذة هى مقدمة للفكر الفلسفى .