قراءة النشرة الداخلية للأدوية التى تتناولها ، من الأمور الهامة و المنصوح بها ، و الأشكالية التى قد تواجة الكثير من الناس هى احتواء هذة النشرات المرفقة مع الأدوية على مصطلحات غير مفهومة و غير واضحة ، و لا يستطيع المريض فهم المعنى من وراء هذا المصطلح .
الهدف من هذا المقال هو توضيح و تبسيط مصطلح ( الأدوية المضادة للألتهابات الغير استيريدوية ) ، بحيث يستطيع المريض أن يفهم مفعول دواء معين أو مستحضر دوائى إذا ما علم ان هذا المستحضر ينتمى لهذة الفئة من الأدوية .
أولا مصطلح ( الأدوية المضادة للألتهابات الغير استيرويدية ) هى التعريب للمصطلح الأنجليزى ( Non Steroidal Anti Inflamatory Drugs ) ، و الذى يشار اليها اختصارا بـــ NSAIDs ، و هى الاحرف الاولى من الكلمات التى تكون المصطلح .
ما هو الالتهاب ؟ و ما هى أعراضة؟ و معنى مضادات الألتهاب؟
كمدخل هام لفهم معنى مصطلح ( الأدوية المضادة للالتهاب الغير استيرويدية ، او NSAIDs ) ، يجب فهم معنى الالتهاب ، الألتهاب هو ردة فعل يقوم بها الجهاز المناعى الذاتى ( الخاص بالجسم ) نتيجة مواجهتة لمؤثر ضار بالجسم ،فعلى سبيل المثال ، إذا ما أصيب الحلق بميكروب ( بكتيريا ) ، فأن الجهاز المناعى للجسم يبدأ فى محاربة هذة البكتيريا ( هذا الميكروب ) ، و كنتيجة لهذة المواجهة بين المؤثر الضار ( البكتيريا او الميكروب ) و بين الجهاز المناعى للجسم تنتج أعراض الألتهاب فى مكان المواجهة ( الحلق ) ، و قد تتعدى اعراض الالتهاب فى حالات معينة مكان المواجهة ( الحلق ) لتشمل كل الجسم ،فعند اصابة الحلق ( البلعوم ) بميكروب ( بكتيريا ) فأن المريض يختبر أعراض التهابية فى مكان الأصابة ، فيعانى المريض من الألم ( و هو أهم اعراض الألتهاب ) و يتمثل هذة الألم فى ( صعوبة البلع أو الألم أثناء البلع ) ، ارتفاع درجة حرارة الجسم ( ثانى عرض من اعراض الألتهاب ) ، أحمرار و تورم فى مكان الألتهاب ( فى الحلق ، و هى من علامات الألتهاب ) .
مما سبق يتبين أن اعراض الالتهاب تتمثل فى 4 علامات أساسية و هى ( الألم ، الحرارة ، التورم ، الأحمرار ) ، و تظهر أعراض الألتهاب نتيجة المواجة بين الجهاز المناعى للجسم و بين مؤثر ضار يصيب الجسم .
مثال أخر يوضح مفهوم الألتهاب و أعراضة ، عندما يصاب الأنسان فى حادث ما ، و ينتج عن هذا الحادث كسر او التواء فى اى عظمة من عظام الجسم ، فيبدأ الجهاز المناعى للجسم كردة فعل لهذا الضرر فى إحداث أعراض التهابية فى مكان الضرر ، فيصاب الانسان بألم شديد فى مكان الأصابة ، تورم فى مكان الأصابة ، الشعور بالحرارة و السخونة فى مكان الأصابة و قد تنتقل هذة الحرارة إلى كامل الجسم إذا لم يتم تدارك الأمر .
بعد التعرف على معنى الألتهاب و اعراضة يمكن الأن و بكل بساطة فهم الجزء الأول من مصطلح ( الأدوية المضادة للالتهاب الغير استيرويدية ) ، فهى أدوية تخفف او تقلل من اعراض الألتهاب ، أى تخفف من الألم ، و تخفف من التورم ، و تخفف من الحمى او ارتفاع درجة الحرارة ، و بمعنى أدق يمكن أن نطلق على هذة الفئة من الأدوية الأدوية المضادة لأعراض الألتهاب .
و لذلك تشتهر الأدوية المنتمية لفئة ( مضادات الألتهاب الغير استيرويدية ) بين الناس ، باسم ( المسكنات ) .
الأدوية المضادة للإلتهاب الغير ستيرويدية NSAIDs by pharmacia1
ما معنى غير استيرويدية؟
الكورتيزون و مشتقاتة يعتبر أيضا من الادوية التى تستخدم أيضا لتخفيف أعراض الالتهاب ( أى تسكن الألم و تخفف التورم ) ، فمن المشهور فى العديد من حالات العظام استخدام حقن الكورتيزون و مشتقاتة بشكل موضعى فى المفصل لتخفيف الألم أو التورم ، و هذة الأدوية ( أى الكورتيزون و مشتقاتة ) تسمى ( أستيرويد STEROID ) ، و حتى يمكن التفريق بين هاتين الفئتين من الادوية( أى STEROID ، و NSAIDs ) ، استوجب ذلك وصف يوضح ذلك ، فكان مصطلح ( الادوية المضادة للالتهاب الغير استيرويدية ) أى الادوية التى تعالج و تخفف الأعراض الألتهابية و التى لا تنتمى و غير مشتقة من الكورتيزون .
فى المرة التالية التى تقرأ مصطلح ( الأدوية المضادة للالتهاب الغير استيرويدية ) ، فأعلم أن هذة الأدوية ( تخفف أعراض الألتهاب ) أى تسكن الألم و تخفف التورم و تخفض درجة الحرارة المرتفعة ، و هذة الأدوية لا تنتمى ( أو غير مشتقة ) من الكورتيزون ، و تعرف تلك الفئة اختصارا بـــ NSAIDs .
الأعراض الجانبية للمسكنات غير الإستيرويدية
النزيف المعدى أو قرح الجهاز الهضمى ، من أخطر و أشهر الأعراض الجانبية لتلك الفئة من الأدوية ، و لذلك ينصح دائما بتناولها بعد الطعام ، و بأقل جرعة فعالة ممكنة ، و لأقل فترة زمنية ممكنة .
و فى الحالات التى تستدعى تناولها لفترات طويلة ، قد يستلزم الأمر تناول أدوية أخرى لحماية جدار المعدة و الجهاز الهضمى من الأثار الضارة لتلك الفئة من الأدوية مثل الأدوية المضادة لمضخات البروتون و التى من أشهرها نيكسيوم ، لانزور ، جازك .
هل المسكنات الغير إستيرويدية مناسبة للحوامل؟
لا يجب اعطاء الأدوية المضادة للألتهاب الغير إستيرويدية NSAIDs أثناء الأشهر الثلاثة الاولى و الثانية من الحمل إلا فى حالة الضرورة القصوى ( أى إذا كانت الفائدة المرجوة للأم تبرر المخاطر المحتملة للجنين ) .
إذا أضطرت حالة أى سيدة (تسعى إلى الحمل أو أثناء الثلاثة أشهر الأولى أو الثانية من الحمل ) إلى تناول الأدوية المضادة للألتهاب الغير إستيرويدية NSAIDs فيجب أن يكون ذلك بأقل جرعة ممكنة و لأقصر فترة علاجية ممكنة .
يحظر تناول الأدوية المضادة للألتهاب الغير إستيرويدية NSAIDs أثناء الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل ، و قد يؤدى تناول أى أدوية تنتمى لفئة الأدوية المضادة للألتهاب الغير إستيرويدية NSAIDs إلى ما يلى :
تعريض الجنين للمخاطر التالية :
تعريض الأم و الجنين للمخاطر التالية :
هل المسكنات غير الإستيرويدية مناسبة للمرضعات؟
تتسرب الأدوية المضادة للألتهاب الغير إستيرويدية NSAIDs فى لبن الأم ، و بالتالى كاجراء احتياطى يجب عدم تناول الأم المرضع لــ الأدوية المضادة للألتهاب الغير إستيرويدية NSAIDs حتى لا يتعرض الرضيع لأثار غير مرغوبة .
إذا كان العلاج ضروريا ، يجب تغيير طريقة إرضاع الطفل إلى الرضاعة الصناعية .
هل تؤثر المسكنات الغير إستيرويدية على الخصوبة فى النساء؟
قد يؤثر استخدام الأدوية المضادة للألتهاب الغير إستيرويدية NSAIDs على خصوبة الإناث ، و بالتالى فأنة لا ينصح باستخدامة للسيدات الراغبات فى الحمل ، اما بالنسبة للسيدات اللاتى يعانين من صعوبات فى الحمل أو يخضعن لفحوص بالخصوبة ، فيجب مراعاة وقف تناول الأدوية المضادة للألتهاب الغير إستيرويدية NSAIDs .