الفيلم الشهير للمرحومة فاتن حمامة ( النهر الخالد ) ، و الذى تشاركت فية البطولة مع المرحوم عمر الشريف و العظيم زكى رستم ، و الذى تظهر الراحلة الجميلة فاتن حمامة فى دور سيدة شابة تنتمى إلى طبقة متوسطة و عادية ، تتزوج من الارستقراطى المثقف ، البيك ، الذى يكبرها فى السن .
ثم يعجب بها الشاب الجذاب عمر الشريف ، و يبدا فى مطاردتها ، لينتهى الفيلم نهاية مؤثرة للغاية ، حيث تنتهى حياة خالد ( عمر الشريف ) ، و تفقد نوال ( فاتن حمامة ) كل شىء ، و يربح الأرستقراطى زكى بيك رستم .
الذى لا يعرفة معظم المشاهدين العرب ، أن هذة القصة ، هى قصة من الأدب العالمى ، كتبها المرحوم ليو تولستوى ، فى القرن التاسع عشر ، و تمت ترجمتها تقريبا إلى كل لغات العالم .
آنا كارنينا ، و الذى لعبت دورها فاتن حمامة فى الفيلم ، فتاة جميلة ، تتزوج من الثرى الارستقراطى ، ثم تقع فى غرام شاب فى مثل عمر ها ، و لكن الفرق بين رواية تولستوى و الفيلم ، أن شخصيات الرواية تختلف بشكل كبير عن شخصيات الفيلم ، فشخصيات تولستوى شخصيات حقيقية ، تخطىء و تصيب ، و لا يمكنك أن تصدر حكم قاطع بشأن أى من شخصيات الرواية ، فشخصيات تولستوى ، شخصيات إنسانية ، ترتكب الحماقات ، و لكنها فى الوقت ذاتة لها ما يبرر تصرفاتها ، يجعلك تولستوى فى حالة حيرة أمام شخصياتة الإنسانية ، فلا يمكنك أن تكرة بالكامل او تحب بالكامل ، فكل شخصية لها الجانب المضىء و فيها الجانب المظلم .
و هذا هو الإنسان ، مزيج من الخير و الشر ، النور و الظلام ، و العدل و الظلم ، القوة و الضعف ، الإيمان و الكفر ، الحب و الكرة ، الجمال و القبح ، الجبروت و الذلة ، السمو و الإنحطاط .
من المعروف عن ليو تولستوى ، أنة كان أديب إصلاحى ، و الاهم ، انة استطاع أن يطبق ما يؤمن بة من مبادىء على حياتة ، كما انة كان فى حالة صدام شديد مع الكنيسية فى روسيا .
كتب تولستوى ، كتاب عن النبى محمد ، و تعاليمة ، الامر الذى جعل البعض يعتقد ان تولستوى اعتنق الإسلام ، و لكن الحقيقة أن تولستوى كان يدعو إلى التصالح مع الجميع ، و قبول الآخر ، و احترامة ، و الدعوة إلى التقريب بين البشر و نشر السلام .