المضاد الحيوى ، هو دواء لة القدرة على قتل أنواع معينة من الميكروبات أو الجراثيم التى تسبب الأمراض تسمى البكتيريا . و بناء على هذا التعريف المبسط يمكن أن يوصف المضاد الحيوى بأنة دواء مضاد للبكتيريا أو قاتل للبكتيريا أو مضاد للجراثيم . قبل توضيح معنى مصطلح ( مضاد حيوى ) يجب ان نوضح بإختصار أنواع الجراثيم ( الميكروبات ) التى يمكن ان تسبب الأمراض فى الانسان .
أنواع الجراثيم المسببة للأمراض
الكائنات الدقيقة ( الميكروبات أو الجراثيم ) التى يمكن ان تسبب الامراض للأنسان ( فى حال تعرض الشخص لها ) تشمل ما يلى :
أولا الفيروسات
الفيروسات هى كائنات دقيقة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة ، و بالرغم من ذلك فأن العدوى الفيروسية ( أى اصابة الأنسان بالفيروسات نتيجة تعرضة لها ) يمكن ان تكون مهددة لحياتة ، و يمكن ان تصيب الفيروسات الانسان عن طريق الأستنشاق ( مثل : فيروسات أنفلونزا الخنازير او سارس ) ، و يمكن ان تنتقل الفيروسات الى جسم الانسان عن طريق الدم ( اى نقل الدم ) أو الاتصال الجنسى ( مثل فيروسات الأيدز أو فيروس الألتهاب الكبدى ) .
ثانياً البكتيريا
البكتيريا هى كائنات دقيقة ، وحيدة الخلية ( اى أن الكائن يتكون من خلية واحدة فقط ) ، و لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة ، و العدوى البكتيرية يمكن أن تكون مهددة للحياة إذا لم تتم معالجتها بالشكل الصحيح ، و البكتيريا يمكن ان تنتقل و تصيب الأنسان بعدة طرق من أشهرها الأستنشاق ( و تسبب فى هذة الحالة أمراض الجهاز التنفسى مثل الالتهاب الرئوى البكتيرى ) ، و يمكن عن طريق الطعام الملوث بالبكتيريا ( مثل تناول طعام ملوث ببكتيريا السالمونيلا و التى تسبب التسمم الغذائى ) ، و غيرها من الطرق .
ثالثاً الفطريات
الفطريا هى ايضا كائنات دقيقة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة ، و فى العادة ما تصيب الأنسان بأصابات سطحية ( خارجية على الجلد او فروة الرأس ) نتيجة الاحتكاك بمصدر ملوث بالفطريات ( مثل المناشف او فى أحواض السباحة ) ، و فى العادة ما تكون البيئات الرطبة مرتع للفطريات ، و فى حالات نادرة قد تسبب الفطريات بأمراض خطيرة إذا ما وصلت إلى الأعضاء الداخلية للجسم .
رابعاً الطفيليات
الطفيليات مثل الديدان ، و التى يمكن ان تصيب الانسان بالامراض فى حال تعرضة إليها ، و يمكن ان تنتقل للانسان عن طريق الطعام الملوث بها ، و يمكن ان تخترق جلد الانسان كما فى حالة ديدان البلهارسيا ، و فى العادة ما تكون العدوى بالكائنات الطفيلية غير خطيرة إذا ما تم علاجها و خصوصا فى مراحلها الاولى ، و لكنها قد تؤدى إلى أثار وخيمة أذا ما تم أهمالها و عدم معالجتها .
المضاد الحيوى دواء يقضي على العدوى البكتيرية
بعد المقدمة المبسطة السابقة عن الجراثيم ( الميكروبات ) التى يمكن ان تصيب الإنسان بالامراض ، نعود لمصطلح ( مضاد حيوى ) ،و هى معربة من الكلمة الانجليزية ( ANTI BIOTIC ) ، و فى بعض الاقطار العربية قد يطلقون على المضاد الحيوى مصطلح ( مضاد التهاب ) .
ببساطة يمكن ان نعرف ( المضاد الحيوى ) ، بأنة الدواء الذى يستطيع أن يقضى على البكتيريا ( البكتيريا فقط ) التى تسبب الامراض ، بأختصار هو ( مضاد للبكتيريا ) ، أى ان الدواء الذى يوصف بأنة (مضاد حيوى ) يُستخدم فقط فى حالات أصابة الإنسان بعدوى بكتيرية . من التعريف السابق يمكن بسهولة أن نستنتج ان الدواء ( المضاد الحيوى ) لن يكون فعال أو ذا قيمة علاجية فى حالات العدوى بالفيروسات او الفطريات او الطفيليات ، فهو فعال فقط فى حالات العدوى بالبكتيريا .
بشكل عام أنواع البكتيريا التى تصيب الإنسان بالامراض متعددة و مختلفة ، و تسبب أمراض و اعراض مرضية مختلفة ، و لكنها تشترك جميعا فى قدرتها على أِحداث اعراض إلتهابية فى موضع الإصابة ( أحمرار و ارتفاع درجة حرارة و تورم ) و لذلك يُطلق البعض مصطلح ( مضاد التهاب ) على ( المضاد الحيوى ) .
أول مضاد حيوى تم اكتشافة هو البنسللين ، ( تُنطق : بنسل ليـــن ) ، و تم أكتشافة بالصدفة ، سنة 1906 ، و منذ ذلك الحين أخذت المضادات الحيوية فى التطور و تنوعت و أخذت الأشكال الحالية .
تُوجد المضادات الحيوية فى عدة أشكال دوائية ، فيمكن ان يكون المضاد الحيوى على شكل : كبسول ، أقراص ، مسحوق ( بودر ) يخلط مع الماء لتجهيز شراب ، حقن ، نقط بالفم ، نقط للعين ، نقط للاذن ، تحاميل شرجية ، كريمات جلدية ، كريمات مهبلية .
مضاد حيوى واسع المجال
تنقسم المضادات الحيوية إلى أنواع مختلفة و متعددة ، و كل نوع لة فاعلية ما على نوع معين من البكتيريا ، و فى النشرات الداخلية للأدوية ( المضادات الحيوية ) ، فى العادة ما تجد العبارة التالية ( فعال تجاة البكتيريا الحساسة ) ، و المقصود انة ليس كل انواع البكتيريا يمكن ان تتأثر يهذا المضاد الحيوى ، و لكن هناك بعض انواع البكتيريا حساسة ( أكثر تأثرا ) بهذا المضاد الحيوى ، هذا و تجدر الاشارة إلى أنة عندما يوصف ( مضاد حيوى ) ما بأنة ( واسع المجال ) ، فالمقصود انة فعال تجاة مجموعة كبيرة من البكتيريا المسببة للامراض ، و فى العادة ما يلجأ الاطباء إلى وصف مضادات حيوية واسعة المجال .
يتم تقسيم المضادات الحيوية بناء على تركيبها الكميائى إلى عدة فئات ، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر : البنسلينيات ، السيفالوسبورين ، الماكرولايد ، الكينولون ، و كل فئة من المضادات الحيوية لها ما يميزها من استعمالات و إيضا لها ما يميزها من اعراض جانبية .
معلومات عامة عن المضادات الحيوية
هناك مجموعة من المعلومات العامة تنطبق على كافة المضادات الحيوية ، و التى يجب على كل متناول للمضادات الحيويية أن يكون على بينة منها و هى :
- المضاد الحيوى لا يصلح إلا فى حالات العدوى البكتيرية فقط .
- يجب الالتزام بمواعيد المضاد الحيوى بكل دقة _ بقدر المستطاع _ بمعنى ان يتم تناولة كل عدد معين من الساعات ( كل 12 ساعة او 8 ساعات او 6 ساعات ) بحسب الوصفة الطبية ، و ذلك حتى تكون اكثر فاعلية .
- فى العادة ما يبدأ مفعول المضاد الحيوى مع الجرعة الثانية او الثالثة ، و يجب ان يتم تناول المضاد الحيوى الجرعة كاملة ( لكامل المدة التى حددها الطبيب ) ، و من الضرورى عدم التوقف عن تناول المضاد الحيوى بمجرد التحسن ، لان التوقف مبكرا قد يؤدى لعودة العدوى البكتيرية مرة اخرى ، و لكن بشكل اكثر شراسة .
- لا يجب الافراط فى تناول المضادات الحيوية ، لان ذلك يؤدى الى تناقص فاعليتها مع مرور الوقت و يصبح المضاد الحيوى عديم القيمة كلما تم الأفراط فى تناولة .
- لا يجب تناول مضاد حيوى إلا بناء على وصفة طبية .
- يمكن ان يُوجد المضاد الحيوى الواحد ، تحت عدة أسماء تجارية ، فمثلا الاموكسيسيللين يمكن ان يأتى تحت اسم ( إيموكس او اموكسيل أو هاى موكس أو غيرها من الاسماء التجارية ) و كل الاسماء السابقة ما هى إلا منتجات مختلفة لمضاد حيوى واحد ( اى من شركات مختلفة و كل شركة تطلق الاسم التجارى الخاص بها ، و هذا ما يثطلق علية اسم ( البمثيل ) او البديل ) ، و الصيدلى هو أعلم العاملين فى المجال الطبى بالمثائل أو البدائل المختلفة ، و فى العادة ما تختلف أسعار المنتجات التجارية اختلافا كبيرا ، بالرغم من أنها تحتوى على نفس المادة الفعالة و لها نفس الفاعلية .